متداول يحقق 100 ألف دولار أرباح في بضع ساعات.. هل هو الذكاء أم خطة مسبقة؟
© Reuters. متداول يحقق 100 ألف دولار أرباح في بضع ساعات.. هل هو الذكاء أم خطة مسبقة؟
حقق متداول في السوق العملات الرقمية المشفرة مجهول الهوية أرباح تزيد عن 100 ألف أمريكي. بعد أن اشترى عملة رقمية مشفرة قبل دقائق فقط من إدراجها في منصة بينانس لتداول العملات الرقمية، وفقا لتحليل السلاسل نشره حساب Lookonchain على منصة تويتر.
المتداول اشترى ما قيمته 208335 دولار من عملة شبكة جاين Gains Network (GNS) قبل 30 دقيقة فقط من إدراجها في بورصة بينانس. عملة GNS ارتفعت بنحو 51% بعد الإدراج مباشرة – من 7.92 دولار أمريكي إلى 12.01 دولار أمريكي.المتداول لم يتردد كثيرا وباع عملات GNS التي اشتراها قبل دقائق. ليحصل على أرباح بقيمة 106.747 ألف دولار في أقل من ساعة.
ذكاء أم حظ أم خطة للتداول المسبق؟
أشار موقع Lookonchain متهكمًا إلى هذه صفقة التداول هذه التي كان توقيتها مثالي بشكل استثنائي باسم “الأموال الذكية”. من المؤكد أن الحظ والذكاء لهما دور في عالم التداول. ولكن بعض التداولات والصفقات مثل هذه، قد تكون مثالية جدا لدرجة يصعب جدا إدراجها في خانة الحظ أو الذكاء. وإنما مخطط مبني على معلومات دقيقة ومؤكدة لإجراء هذه التداولات المسبقة وتحقيق هذه الأرباح الضخمة في بضع دقائق.
في العام الماضي، خضعت العديد من منصات تداول للتمحيص والتحقيق بسبب اتهامات – وفي بعض الحالات مؤكدة – لعمليات التداول المسبق front-running: أين يحصل بعض المتداولين (من خلال علاقاتهم) على معلومات حصرية وغير متوفرة للعامة حول أحداث سوف تؤدي إلى ارتفاع سعر عملة رقمية مشفرة. مثل الحصول على الموافقة للإدراج للتداول في منصة أو بورصة لتداول العملات الرقمية المشفرة.
ظاهرة التداول المسبق front-running موجودة أيضا في أسواق المال التقليدية. وطبعا هو غير قانوني وغير أخلاقي لأنها تعطي أفضلية للمتداولين عن غيرهم. عبر الاستفادة من المعلومات الخاصة غير المتاحة للجمهور.
شركات الوساطة وبعض الشركات الأخرى لديهم إمكانية الحصول على المعلومات الداخلية المتعلقة بالخطط الاستثمارية لشركات المدرجة بحكم العمل معهم. وقد يستخدمون هذه المعلومات السرية لإجراء استثمارات ستكون ذات فائدة شخصية لهم.
التداول المسبق يشبه التداول من الداخل insider trading. ولكنه يختلف عنه في جزئية أن من الأخير يفعله شخص يعمل داخل الشركة.
في وقت سابق من هذا الشهر، ايشان واهي، المدير المنتجات السابق في بورصة كوين بيس Coinbase (ناسداك:) . اعترف بالذنب في المشاركة في عملية تداول داخلية جنى منها حوالي 1.1 مليون دولار من الأرباح. بينا وزارة العدل الأمريكية وصف القضية بأنها أول قضية تداول من الداخل تتعلق بالعملات الرقمية المشفرة.
اعترف “ايشان واهي” بمشاركة بيانات قائمة بالعملات الرقمية المشفرة التي ستدرج على منصة كوين بيس Coinbase مع شقيقه الأصغر نيخيل وصديقهما سمير راماني.
أكد الادّعاء العام أن ارتفاع قيمة العملات الرقمية المشفرة بعد إدراجها في منصة كوين Coinbase سمح للثلاثة بجني أرباح لا تقل عن 1.5 مليون دولار بشكل غير قانوني.
الدلائل تتجه نحو متداول يعمل في بورصة بينانس
عندما تم الإعلان عن التهم الموجهة إلى “ايشان واهي” لأول مرة في يوليو. أدان الرئيس التنفيذي لشركة بينانس تشاو CZ تصرفات موظف منصة كوين بيس Coinbase. وقال تشاو: “في السوق الكرببتو أو في أي سوق آخر، سواء كانت خاضعة للتنظيم أم لا، التداول من الداخل أو والتداول المسبق يجب أن تكون جرائم جنائية في أي بلد”.
ولكن بورصة بينانس نفسها قد لا تكون محصنة ضد مثل هذه الممارسات. في أواخر الشهر الماضي، زعم كونور جروجان رئيس قسم المنتجات في بورصة Coinbase. أنه في مدة 18 شهر لاحظ وجود محافظ رقمية معيّنة تشتري العملات الرقمية المشفرة قبل لحظات فقط من طرحها بورصة بينانس. قبل أن تعاود بيعها بعد ذلك، طبعا بأسعار مرتفعة. محققة أرباح بملايين الدولارات.هذه المحافظ ظهرت مرة أخرى في تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال. أحدها كان نفس عنوان المحفظة التي استفادت من إدراج عملة GNS.
بعبارة أخرى، أياً كان صاحب المحفظة الذي نفّذ هذه الصفقة “الذكية”. فهو يعلم أنه تحت المراقبة. ورغم ذلك أعاد نفس الكرّة لتأكده من أن لا أحد يمكن أن يحدد هويته أو يكشفه (قوة البلوكتشين) .
بورصة بينانس تقول أنها وضعت قوانين تنظيمية داخلية تمنع على الموظفين إجراء التداولات القصيرة المدة. ولكن هذه العمليات ليس بالضرورة أن يقوم بها الموظف بنفسه، عبر محفظته الخاصة. ولكن يمكن أن يعمل مع شركاء آخرين. وكل ما يحتاج هو أو يرسل له المعلومة بطريقة سرية.
فمثلا ايشان واهي في بورصة Coinbase، نقل المعلومات الداخلية حول العملات الرقمية المشفرة التي سيتم إدراجها إلى شقيقه وصديقه – وهي ممارسة لم تمنعها قوانين بينانس الداخلية من الناحية الفنية.
و على عكس بورصة Coinbase، التي يقع مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة وهي خاضعة للرقابة. فإن العديد من بورصات العملات المشفرة بما في ذلك بينانس تدير غالبية أعمالها العالمية خارج نطاق اختصاص الهيئات الرقابية الأمريكية.