الأخبار

لماذا سجلت أسعار النفط أسوأ أداء أسبوعي منذ مارس؟


النفط الخام

تكبدت أسعار النفط الخام خسائرا أسبوعية حادة مع انتهاء تداولات الأسبوع المنتهي في 6 أكتوبر؛ لتفقد بذلك مستوياتها القياسية في عام 2023، نتيجة لمخاوف المتداولين حول آفاق الطلب النفطي جنبا إلى جنب مع وفرة المعروض من النفط بالأسواق.

ومع إغلاق جلسة الجمعة الماضية، استقرت الأسعار الفورية لكلا من عقود خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط قرب المستويات 83.805 و81.625 دولارا للبرميل على الترتيب بنسبة ارتفاع هامشية بلغت 0.09% و0.10% تواليا.

وبالتطرق للأداء الأسبوعي لخام النفط نجد بأن عقود خام برنت الفورية سجلت خسائرا أسبوعية بنحو 8.71%، علاوة على خسائر خام غرب تكساس الوسيط الفورية والتي بلغت 9.11%.

أبرز العوامل المؤثرة على أسعار النفط هذا الأسبوع

تعرضت تداولات النفط الخام لضغوط هبوطية قوية على كلا الجانبين العرض والطلب نتيجة تطورات عديدة، بما عزز خسائر النفط الأسبوعية، وفيما يلي يمكن إيضاح أهم هذه التطورات:

أولا: على جانب المعروض النفطي

جاءت خسائر النفط الخام على خلفية إعلان السلطات المعنية في تركيا والعراق استئناف تشغيل خط الأنابيب الذي ينقل النفط من كردستان العراق عبر الأراضي التركية، والذي سيزود العالم بنصف مليون برميل يوميا من النفط ، هذا الأسبوع، بعد توقف دام ل 6 أشهر تقريبا.

كما أثارت نتائج مسح رويترز حول إنتاج تحالف أوبك من النفط توقعات الأسواق حيال وفرة المعروض من الخام، إذ أوضح مسح رويترز بأن ارتفاع إنتاج إيران ونيجيريا من النفط تسبب في زيادة إنتاج تحالف أوبك النفطي بشهر سبتمبر الماضي، حيث ضخت أوبك نحو 27.73 مليون برميل يوميا في سبتمبر، أي بزيادة قدرها 120 ألف برميل يوميا عن أغسطس.

وأضافت دعوة روسيا الاتحادية أسواق النفط لترقب صدور قرار روسي في شهر نوفمبر المقبل عما إذا كانت البلاد ستمدد تخفيضات إنتاج النفط أو زيادة إنتاجها النفطي، في هبوط أسعار الخام وسط توقعات المتداولين بأن روسيا قد لا تواصل العمل بالتخفيضات الطوعية لما بعد عام 2023 الجاري، وزيادة إنتاجها من النفط.

ولقد عززت هذه التطورات توقعات المتداولين حيال وفرة إمدادات النفط الخام بالأسواق رغم تخفيضات المملكة العربية السعودية وروسيا الطوعية والبالغة مليون و300 ألف برميل يوميا، وهذا بدوره عزز الزخم الهبوطي لتحركات النفط هذا الأسبوع.

ثانيا: على جانب الطلب النفطي

تكبد النفط الخام خسائرا قوية هذا الأسبوع مع تنامي مخاوف المستثمرين حيال تعافي الطلب النفطي العالمي وسط دورة التشديد النقدي من قبل معظم البنوك المركزية العالمية وما لها من انعكاسات على تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي.

وبجانب ذلك، كشفت البيانات الصادرة في بدايات الأسبوع الماضي عن انكماش مؤشر مديري المشتريات Caixin للقطاعين الخدمي والتصنيعي في الصين خلال شهر سبتمبر الماضي، وبأسوأ من توقعات الأسواق، إذ انخفض المؤشر الخدمي بنحو 50.2 نقطة فقط بعدما سجل 51.8 نقدة بشهر أغسطس، وبأسوأ من التوقعات التي أشارت لتسجيله 52.0 نقطة، كما تراجع المؤشر التصنيعي Caixin مسجلا 50.6 نقطة فقط، بعد أن سجل 51.0 نقطة في أغسطس، وبأسوأ من التوقعات التي أشارت إلى نمو المؤشر إلى 51.1 نقطة.

ولقد ساهمت هذه البيانات السلبية في تعزيز الضغوط الهبوطية لأسعار النفط الخام هذا الأسبوع؛ حيث أثارت هذه البيانات مخاوف الأسواق حيال تباطؤ الطلب الصيني على النفط مع انخفاض المؤشرات الخدمية والتصنيعية القياسية وما لها من انعكاسات على النمو الاقتصادي بجمهورية الصين باعتبارها أكبر مستورد عالمي للخام.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button

Adblock Detected

الرجاء ايقافها لتتمكن من تصفح الموقع